هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


    حوار الانسان مع الشيطان

    شمس لا تغيب
    شمس لا تغيب

    +:::&*مديرة مــطــبخ المنتدى*&:::+ +:::&*مديرة مــطــبخ المنتدى*&:::+



    عدد المساهمات عدد المساهمات : 79
    تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 12/06/2011
    العمر العمر : 35

    بطاقة الشخصية
    صفحتي: 12

    حوار الانسان مع الشيطان Empty حوار الانسان مع الشيطان

    مُساهمة من طرف شمس لا تغيب الخميس يوليو 14, 2011 11:05 am

    حوار الانسان مع الشيطان B-59

    قال عبد الله بن آدم : حاورت الشيطان الرجيم، في الليل البهيم، فلما سمعت أذان الفجر أردت الذهاب إلى المسجد.


    فقال لي : عليك ليل طويل فارقد.
    قلت : أخاف أن تفوتني الفريضة .
    قال : الأوقات طويلة عريضة .
    قلت أخشى ذهاب صلاة الجماعة .
    قال : لا تشدد على نفسَك في الطاعة .
    فما قمت حتى طلعت الشمس . فقال لي في همس : لا تأسف على ما فات ، فاليوم كله أوقات . وجلست لآتي بالأذكار ، ففتح لي دفتر الأفكار .
    فقلت : أشغلتني عن الدعاء . قال : دعه إلى المساء .
    وعزمت على المتاب . فقال : تمتع بالشباب .
    قلت : أخشى الموت . قال : عمرك لا يفوت .
    وجئت لأحفظ المثاني ، قال : رَوّح نفسك بالأغاني .
    قلت : هي حرام . قال : لبعض العلماء كلام .
    قلت : أحاديث التحريم عندي في صحيفة . قال : كلها ضعيفة .
    ومرت حسناء فغضضت البصر ، قال : ماذا في النظر ؟
    قلت : فيه خطر . قال : تفكر في الجمال ، فالتفكر حلال .
    وذهبت إلى البيت العتيق، فوقف لي في الطريق، فقال : ما سبب هذه السفرة ؟
    قلت : لآخذ عمرة .
    فقال : ركبت الأخطار، بسبب هذا الاعتمار، وأبواب الخير كثيرة، والحسنات غزيرة .
    قلت : لابد من إصلاح الأحوال .
    قال : الجنة لا تدخل بالأعمال . فلما ذهبت لألقي نصيحة، قال : لا تجر إلى نفسك فضيحة .
    قلت : هذا نفع للعباد . فقال : أخشى عليك من الشهرة وهي رأس الفساد .
    قلت : فما رأيك في بعض الأشخاص ؟ قال : أجيبك عن العام والخاص .
    قلت : أحمد بن حنبل ؟ قال : قتلني بقوله : عليكم بالسنة، والقرآن المنـزل .
    قلت : فابن تيميـة ؟ قال : ضرباته على رأسي باليومية .
    قلت : فالبخـاري ؟ قال : أحرَق بكتابه داري .
    قلت : فالحجـاج ؟
    قال : ليت في الناس ألف حجاج، فلنا بسيرته ابتهاج، ونهجه لنا علاج .
    قلت : ففرعـون ؟ قال : له منا كل نصر وعون .
    قلت : فصلاح الدين، بطل حطين؟ قال : دعه فقد مرّغنا بالطين .
    قلت : محمد بن عبد الوهاب؟
    قال : أشعل في صدري بدعوته الالتهاب، وأحرقني بكل شهاب .
    قلت : فأبو جهـل؟ قال: نحن له إخوة وأهل .
    قلت : فأبو لهـب ؟ قال : نحن معه أينما ذهب .
    قلت : فلينين ؟ قال : ربطناه في النار مع استالين .
    قلت : فالمجلات الخليعـة؟ قال : هي لنا شريعة .
    قلت : فالـدشـوش ؟ قال : نجعل الناس بها كالوحوش .
    قلت : فالمقاهــي؟ قال : نرحب فيها بكل لاهي .
    قلت : ما هو ذكركم؟ قال : الأغانـي .
    قلت : وعملكـم؟ قال : الأمانـي .
    قلت : وما رأيكم في الأسـواق؟ قال : علمنا بها خفّاق ، وفيها يجتمع الرفاق .
    قلت : كيف تضل الناس؟
    قال : بالشهوات والشبهات والملهيات والأمنيات والأغنيات .
    قلت : وكيف تضل الحكام؟
    قال : بالتعطش للدماء، وإهانة العلماء، ورد نصح الحكماء، وتصديق السفهاء .
    قلت : فكيف تضل النساء؟
    قال : بالتبرج والسفور، وترك المأمور، وارتكاب المحظور .
    قلت : فكيف تضل العلماء ؟
    قال : بحب الظهور، والعجب والغرور، وحسد يملأ الصدور .
    قلت : فيكف تضل العامّـة ؟
    قال : بالغيبة والنميمة، والأحاديث السقيمة، وما ليس له قيمة .
    قلت : فكيف تضل التجّـار؟
    قال : بالربا في المعاملات، ومنع الصدقات، والإسراف في النفقات .
    قلت : فيكف تضل الشباب؟
    قال : بالغزل والهيام، والعشق والغرام، والاستخفاف بالأحكام، وفعل الحرام .
    قلت : فما رأيك في إسرائيل؟
    قال : إياك والغيبة، فإنها مصيبة، وإسرائيل دولة حبيبة، ومن القلب قريبة .
    قلت : فالجاحظ ؟ قال : الرجل بين بين، أمره لا يستبين، كما في البيان والتبيين.
    قلت : فأبو نواس؟ قال : على العين وعلى الرأس، لنا من شعره اقتباس .
    قلت : فأهل الحداثـة؟ قال : أخذوا علمهم منا بالوراثة .
    قلت : فالعلمانيــة ؟
    قال : إيماننا علماني، وهم أهل الدجل والأماني، ومن سمّاهم فقد سماني .

    قلت : فما رأيك في الدعاة؟
    قال : عذبوني وأتعبوني وبهدلوني وشيبوني يهدمون ما بنيتُ، ويقرؤون إذا غنيتُ، ويستعيذون إذا أتيتُ .
    قلت : فما فعلتَ بقـارون ؟
    قال : قلت له : احفظ الكنوز، يا ابن العجوز، لتفوز، فأنت أحد الرموز .
    قلت : فماذا قلتَ لفرعـون ؟
    قال : قلت له : يا عظيم القصر، قل : أليس لي ملك مصر، فسوف يأتيك النصر.
    قلت : فماذا قلتَ لشارب الخمر؟
    قال : قلت له : اشرب بنت الكروم، فإنها تذهب الهموم، وتزيل الغموم ، وباب التوبة معلوم .
    قلت : فماذا يقتلك؟
    قال : آية الكرسي ، منها تضيق نفسي، ويطول حبسي، وفي كل بلاء أمسي .
    قلت : فمن أحب الناس إليك؟
    قال : المغنّون، والشعراء الغاوون، وأهل المعاصي والمجون، وكل خبيث مفتون .
    قلت : فمن أبغض الناس إليك؟
    قال : أهل المساجد، وكل راكع وساجد، وزاهد عابد، وكل مجاهد .
    قلت : أعوذ بالله منك، فاختفى وغاب، كأنما ساخ في التراب، وهذا جزاء الكذاب .



    المصدر/المقامات للشيخ عائض القرني (بتصرف)




    _____منقول من موقع الفتاوى_____



      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 16, 2024 9:02 pm